هي صفة بشرية .. ان كل منا يعتز بوطنه ويحبه ويغار عليه ..
والذي يؤيد ذلك هو قول الله سبحانه وتعالي حين ذكر الديار فخبر عن موقعها في قلوب عباده :
{ ولو أنا كتبنا عليهم ان اقتلوا أنفسكم او اخرحوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم }
هم يفضلون ان يقتلوا انفسهم عن الخروج من ديارهم ..
وقال ابن عباس :" لو اقتنع الناس بأرزاقهم قنوعهم بأوطانهم ما أشتكي عبد الرزاق ..
ولكن ياليت كل منا يعتز بدينه قدر اعتزازه بوطنه .. فنحن لن نسأل في قبورنا عن أوطاننا ..
ولكن سوف نُسأل عن ديننا وعن عملنا .. وعندما نلقي الله تعالى يوم القيامة ..
لن ننادي بأوطاننا ولكن سوف ننادي بعبوديتنا لربنا .. سننادي يا عبد الله , يا امة الله ..
ولن ينقذنا وطننا ولكن ستنقذنا اعمالنا الصالحة ..
وانا إذ افتخر بوطني .. وهذه تفتخر بوطنها .. وتلك تفتخر بوطنها
ولكننا ننسي ان ديننا يدعونا ان نكون وكل بلاد المسلمين اخوة وأحباء ..
والله سبحانه وتعالي قد بين مكانة كل منا لديه .. حين قال :
"يَـا أيّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقْنَاكُم مّن ذَكَرٍ وَأُنْثَىَ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوَاْ إِنّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ إِنّ اللّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "
ورسولنا الكريم قد فصل في هذا الخلاف وقال :
" إن الناس من عهد آدم (عليه السلام) إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط لا فضل للعربي على العجمي، ولا للأحمر على الأسود إلا بالتقوى"
وسبب تأخر هذه الأمة وتداعي الامم عليها بعد ان كانت لها السيادة والريادة..
حين تفرقت واختلفت وتنازعت ..
قال الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم :
﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾
فياليتنا نتذكر ديننا كما نتذكر اوطاننا .. وقبل ان اقول هذا وطني